يعتبر التهاب حول الظفر من المشكلات الصحية الشائعة التي قد تؤثر على الأفراد في أي وقت من حياتهم. ورغم أنه قد يبدو في البداية مجرد مشكلة صغيرة، إلا أن التهاب حول الظفر يمكن أن يسبب العديد من الأعراض المزعجة مثل الألم، الاحمرار، والتورم، وقد يتسبب في تطور مشاكل صحية أكبر إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح. يحدث التهاب حول الظفر نتيجة للعديد من العوامل مثل الإصابات البسيطة، العدوى البكتيرية أو الفطرية، أو بسبب العادات اليومية مثل قضم الأظافر. قد يصيب هذا الالتهاب اليدين أو القدمين، وعادةً ما يحتاج إلى رعاية وعلاج مناسب لتخفيف الأعراض والحد من تأثيره على الصحة العامة.
![]() |
التهاب حول الظفر |
في هذا المقال، سوف نتعرف بشكل مفصل على أسباب التهاب حول الظفر، أعراضه، وأنواعه المختلفة، بالإضافة إلى الطرق المتاحة للعلاج سواء المنزلية أو الطبية. كما سنتناول بعض النصائح الوقائية التي تساهم في الحد من فرص الإصابة بهذا الالتهاب المؤلم.
1. ما هو التهاب حول الظفر؟
تعريف التهاب حول الظفر:
التهاب حول الظفر هو حالة طبية شائعة تصيب الجلد المحيط بالظفر، حيث يصبح هذا الجلد متورمًا، محمرًا، ومؤلمًا. يحدث هذا الالتهاب عادة نتيجة لعدوى بكتيرية أو فطرية، أو بسبب إصابات طفيفة مثل الجروح الصغيرة التي تصيب الجلد المحيط بالظفر. يصيب التهاب حول الظفر الأشخاص من جميع الأعمار، ويعد من أكثر الأمراض الجلدية التي يمكن أن تؤثر على الأيدي والأقدام. قد يبدأ التهاب حول الظفر عندما يتعرض الجلد حول الظفر للخدوش أو التمزقات نتيجة للقيام بنشاطات مثل تقليم الأظافر بشكل خاطئ، أو تعرض الأظافر للأدوات الحادة، أو التعرض للرطوبة الزائدة أو المواد الكيميائية. في بعض الحالات، قد يصاحب الالتهاب زيادة في الإفرازات أو الصديد في المنطقة المصابة، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض. يعتبر الأشخاص الذين يعانون من ضعف في المناعة مثل مرضى السكري أو أولئك الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة أكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من الالتهاب.الفرق بين التهاب حول الظفر الحاد والمزمن:
التهاب حول الظفر يمكن أن يكون إما حادًا أو مزمنًا. التهاب حول الظفر الحاد هو حالة مفاجئة تظهر فيها الأعراض بشكل سريع وقوي. يكون الألم والتورم في هذه الحالة أكثر حدة، وقد يظهر الصديد في المنطقة المصابة، ويشعر الشخص بحرارة في المنطقة المصابة. هذا النوع من الالتهاب يتطلب تدخلًا سريعًا سواء بالعلاج الطبي أو العلاجات المنزلية للحد من تفشي العدوى. أما التهاب حول الظفر المزمن فيظهر بشكل تدريجي ويمكن أن يستمر لفترة طويلة إذا لم يُعالج بشكل صحيح. في هذا النوع، قد يتكرر الالتهاب في نفس المنطقة بشكل مستمر، وقد لا يكون الألم بنفس الشدة مثل الحالة الحادة، لكن تورم الجلد وظهور الأعراض بشكل متكرر قد يؤديان إلى حدوث تشوهات في الأظافر على المدى الطويل.2. أعراض التهاب حول الظفر
الاحمرار والتورم حول الظفر:
من أبرز أعراض التهاب حول الظفر هو الاحمرار والتورم في الجلد المحيط بالظفر المصاب. عند إصابة المنطقة بالتهاب، يتدفق الدم إلى الأنسجة المحيطة بالظفر كرد فعل مناعي طبيعي، مما يسبب الاحمرار الملحوظ. قد يزداد هذا الاحمرار بمرور الوقت خاصة إذا كانت العدوى بكتيرية أو فطرية. التورم هو أيضًا من الأعراض التي تظهر نتيجة احتباس السوائل في الأنسجة المحيطة بالظفر. تصبح المنطقة المصابة أكثر انتفاخًا وقد تبدو لامعة أو مشدودة، وهو ما يشير إلى التفاعل الالتهابي. في بعض الحالات، قد يصبح التورم مصحوبًا بحكة أو شعور غير مريح بالدفء في المنطقة المصابة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى عدم القدرة على استخدام اليد المصابة بشكل طبيعي، مما يسبب مزيدًا من الإزعاج للمريض.الألم والحساسية عند اللمس:
الألم هو عرض آخر رئيسي لالتهاب حول الظفر. مع تطور الالتهاب، يصبح الجلد المحيط بالظفر حساسًا للغاية ويشعر الشخص بألم مستمر أو أثناء الضغط على المنطقة المصابة. يمكن أن يكون هذا الألم خفيفًا في البداية، ولكنه قد يزداد سوءًا مع مرور الوقت، خصوصًا إذا كانت العدوى في مراحلها المتقدمة. قد يكون هناك ألم عند لمس الظفر أو عند القيام بأي نشاط يتطلب استخدام اليد المصابة. كما قد يشعر الشخص بتورم داخلي بالإضافة إلى الحساسية عند اللمس، مما يجعل الأنشطة اليومية مثل الكتابة أو الإمساك بالأشياء أمرًا صعبًا. في الحالات الشديدة من التهاب حول الظفر، قد يترافق الألم مع حرارة أو حمى، مما يشير إلى تفشي العدوى في الجسم.3. أسباب التهاب حول الظفر
الإصابات والجروح الصغيرة حول الظفر:
الإصابات البسيطة مثل الجروح أو الخدوش في الجلد المحيط بالظفر هي من الأسباب الرئيسية لحدوث التهاب حول الظفر. هذه الإصابات يمكن أن تكون ناتجة عن تقليم الأظافر بشكل غير دقيق أو استخدام أدوات حادة قد تخدش الجلد. كما يمكن أن تحدث الإصابات نتيجة للاحتكاك المفرط بالأسطح أو عند العبث بالأظافر. حتى لو كانت الإصابات صغيرة، فإنها تخلق بيئة مواتية للبكتيريا والفطريات للنمو والتكاثر. عندما يدخل الجراثيم إلى الجرح، يمكن أن يصيب الجلد بالعدوى، مما يؤدي إلى التورم والاحمرار والألم. لذلك، يجب الحذر دائمًا أثناء التعامل مع الأظافر وعدم العبث بها لضمان عدم حدوث أي إصابات قد تؤدي إلى الالتهاب.العدوى البكتيرية أو الفطرية:
العدوى البكتيرية والفطرية تعد من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى التهاب حول الظفر. يمكن أن تدخل البكتيريا مثل Staphylococcus aureus أو Streptococcus إلى الجلد المحيط بالظفر عبر الجروح أو الخدوش، مما يؤدي إلى التهاب حاد قد يترافق مع ظهور صديد أو إفرازات غير طبيعية. من جهة أخرى، الفطريات مثل Candida أو Dermatophytes يمكن أن تسبب أيضًا التهابات حول الأظافر خاصة في المناطق الرطبة مثل القدمين. تزداد فرص الإصابة بالعدوى الفطرية في الأشخاص الذين يعانون من التعرق المفرط أو أولئك الذين يرتدون أحذية ضيقة لفترات طويلة. عدم علاج هذه العدوى في وقت مبكر قد يؤدي إلى تفاقم الأعراض وزيادة خطر انتشار العدوى إلى مناطق أخرى.4. علاجات منزلية لالتهاب حول الظفر
نقع الأصابع في الماء الدافئ والملح:
إحدى الطرق المنزلية الأكثر فاعلية لعلاج التهاب حول الظفر هي نقع الأصابع المصابة في ماء دافئ مع إضافة ملح البحر أو الملح العادي. يساعد الماء الدافئ في تحسين الدورة الدموية في المنطقة المصابة، مما يقلل من الألم والتورم. الملح له خصائص مضادة للبكتيريا تساعد في قتل الجراثيم المسببة للعدوى. يوصى بنقع اليد أو القدم المصابة في هذا المحلول لمدة 15-20 دقيقة عدة مرات في اليوم لتخفيف الأعراض وتعزيز الشفاء السريع. يعمل هذا العلاج على تهدئة التورم وتخفيف الألم، ويمكن أن يساعد في تجنب انتشار العدوى.استخدام المراهم الطبيعية مثل العسل وزيت شجرة الشاي:
العسل هو مادة طبيعية غنية بخصائص مضادة للبكتيريا والمضادة للالتهابات. يمكن استخدامه مباشرة على المنطقة المصابة للحد من العدوى وتهدئة الالتهاب. يعتبر زيت شجرة الشاي أيضًا من المكونات الطبيعية الفعّالة لعلاج التهاب حول الظفر. يحتوي زيت شجرة الشاي على خصائص مطهرة ومضادة للفطريات والبكتيريا، مما يساعد في مكافحة العدوى وتعزيز الشفاء. يمكن خلط العسل مع زيت شجرة الشاي وتطبيقه على المنطقة المصابة مرتين يوميًا للحصول على أفضل النتائج. هذا العلاج الطبيعي فعال جدًا في تقليل الاحمرار والتورم ويساهم في تسريع الشفاء.5. العلاجات الطبية لالتهاب حول الظفر
المضادات الحيوية الموضعية:
في حالات التهاب حول الظفر الناجم عن عدوى بكتيرية، قد يوصي الطبيب باستخدام مضادات حيوية موضعية. هذه الأدوية توضع مباشرة على الجلد المصاب وتساعد في محاربة البكتيريا المتواجدة في المنطقة المصابة. تُستخدم المضادات الحيوية الموضعية مثل الكليندامايسين أو الميربكينيم بشكل شائع لعلاج هذه الأنواع من العدوى، وهي فعّالة جدًا في تقليل الالتهاب وتخفيف الأعراض. في حال عدم تحسن الأعراض بعد تطبيق المضاد الحيوي الموضعى، قد يضطر الطبيب إلى إضافة علاج إضافي، مثل العلاج الفموي.الأدوية الفموية في الحالات الشديدة:
إذا كانت العدوى قد انتشرت أو كانت الأعراض شديدة، يمكن أن يوصي الطبيب بتناول المضادات الحيوية عن طريق الفم. تشمل هذه الأدوية مثل الأموكسيسيلين أو السيفالوسبورينات، التي تعمل على مكافحة العدوى بشكل أكثر فاعلية في حالات الانتشار أو العدوى المستعصية. يوصى بتناول الأدوية الفموية بناءً على تشخيص الطبيب، وخاصة في الحالات التي لم تستجب للعلاج الموضعي.6. نصائح للوقاية من التهاب حول الظفر
تجنب قضم الأظافر أو الجلد حولها:
من النصائح الأساسية للوقاية من التهاب حول الظفر هو تجنب قضم الأظافر أو العبث بالجلد المحيط بها. هذه العادة تفتح الطريق للبكتيريا والدود الميكروبي لدخول الجلد، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى. لذلك، يجب على الأفراد العمل على التخلص من هذه العادة لتقليل خطر الإصابة بالتهاب حول الظفر.الحفاظ على نظافة اليدين والأظافر:
نظافة اليدين والأظافر أمر ضروري للحفاظ على صحة الأظافر والوقاية من التهاب حول الظفر. يجب تنظيف الأيدي بانتظام باستخدام الصابون والماء، والحفاظ على الأظافر قصيرة ونظيفة. تجنب استخدام أدوات غير معقمة أثناء تقليم الأظافر وتجنب استخدام المواد الكيميائية الضارة التي قد تؤدي إلى تلف الجلد المحيط بالظفر.في الختام، يمكن القول أن التهاب حول الظفر هو حالة شائعة يمكن أن تؤثر على جودة الحياة اليومية للأشخاص، لكنه في معظم الحالات يمكن علاجه بسهولة إذا تم اكتشافه في وقت مبكر. تتراوح خيارات العلاج من العلاجات المنزلية البسيطة مثل نقع الأصابع في الماء الدافئ إلى العلاجات الطبية المتقدمة مثل المضادات الحيوية الموضعية أو الفموية. من خلال فهم الأعراض والأسباب، يمكن لأي شخص اتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع التهاب حول الظفر بشكل فعال والحد من تفاقم الأعراض.
![]() |
التهاب حول الظفر |
إضافة إلى ذلك، من المهم اتباع بعض النصائح الوقائية مثل الحفاظ على نظافة الأظافر وعدم العبث بها لضمان الحفاظ على صحة الأظافر والجلد المحيط بها. وفي حال كانت الأعراض شديدة أو لم تتحسن بالعلاجات المنزلية، يُنصح بزيارة الطبيب لتقديم العلاج الأمثل. باتباع هذه الإرشادات، يمكن تجنب التهاب حول الظفر والتمتع بصحة أفضل لليدين والأقدام.